سبل الاستفادة من تجارب الشركات السابقة في تحويل الأزمات المالية إلى فرص

1 min read

تسبب انتشار جائحة كوفيد-19 على المستوى العالمي بأزمة صحية قد تكون الأشد حتى الآن في القرن 21 ، ولكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فقد تجاوزت التداعيات الجانب الصحي وطالت كل المجالات، وبالخصوص المجال الاجتماعي والاقتصادي. وحسب ما تشير إليه الإحصائيات، تسبب فيروس كورونا بفقدان أكثر من نصف العاملين حول العالم لعملهم خلال فترة الحجر الصحي، ولم تتمكن العديد من الشركات من الاستمرار طويلا في مواجهة هذه الجائحة فكانت مضطرة إلى اتخاذ العديد من الإجراءات التي تتراوح بين إعلان الإفلاس أو التضحية بعدد كبير من الموظفين لتقليل النفقات.

ولكن هذه ليست المرة الأولى التي يشهد فيها العالم أمرا مشابها، فهو لم يسلم على مر العصور من الكوارث والأزمات المالية الخانقة، مع ذلك تمكنت بعض الشركات في النهاية من النجاة وتمهيد الطريق إلى التعافي التدريجي للاقتصاد العالمي، وهذه المرة ليست مختلفة، فدائما ما تكون هنالك حلول كفيلة باستدراك الأوضاع وإعادة الاستقرار الاقتصادي المعهود سواء في الأزمة المالية الحالية أو فيما سيتبعها من أزمات مستقبلا.

بالعودة إلى الماضي سنجد العديد من أوجه الشبه بين الاستراتيجيات المتبعة من طرف الشركات الناجحة خلال مختلف الأزمات الاقتصادية، فجميعها تعتمد على العامل البشري وتتجه نحو الابتكار والتجديد كحلول نهائية، بحيث أنها تولي الاهتمام اللازم بالعملاء وبالموظفين على حد سواء كنتيجة لإدراكها بأن امتلاك الموارد المادية أو المالية لن يجدي نفعا في إرضاء العميل من دون التوفر على المهارات والقدرات المهنية المميزة التي تصنع الفارق بتسهيلها للاستفادة من كل تلك الموارد. ولكن مع ذلك هذا ليس كافيا تماما، فالشركات الأكثر نجاحا هي التي خرجت عن المعتاد واتخذت قرارات مبتكرة وجريئة بمساعدة تكنولوجيا المعلومات لخلق فرص وإمكانيات جديدة.

إذا اطلعنا على التحليلات الاقتصادية للأزمة المالية لسنة 2008 سنجد أن كل الشركات التي تمكنت من النجاة قد اتبعت استراتيجية متشابهة تقريبا ومترابطة يمكن تلخيصها في خمس نقاط

 

  • تقييم وفهم وضع الشركة: عند تحليل البيانات والمقاييس بطريقة سليمة ستظهر أوجه الضعف والقوة في الشركة وحينها فقط ستتمكن من التركيز أكثر على حل المشاكل المستعجلة.
  • إحداث التغيير: معرفة الخلل ليس كافيا ما لم تملك الشركة الشجاعة لإحداث التغيير حتى إن كان جذريا، فصحيح أنه قد يستنزف منها الكثير من الموارد في البداية ولكنه يأتي بنفع كبير على المدى الطويل.
  • البحث عن المواهب: من الأخطاء التي تقع فيها الشركات في أوقات الأزمات أنها تتخلى عن الرأسمال البشري فتسرح العمال وتوقف التوظيف دون أن تدرك أنها بذلك تفقد عددا من المواهب التي كانت ربما قادرة على إنقاذها من الأزمة، والأجدر هو البحث داخل الشركة وخارجها عن الموارد البشرية التي تملك أفكارا واعدة ومهارات كبيرة وكذا إدماج جميع الموظفين في اتخاذ القرارات ودفعهم إلى التضحية بالقليل من أجل ربح الكثير مستقبلا.
  • الاستثمار في التكنولوجيا: في هذه النقطة يلتقي الفكر الريادي بالفكر الإبداعي، فربما يبدو من الوهلة الأولى أن الأزمة المالية هي آخر فترة يجب التفكير فيها بالاستثمار في الحلول التكنولوجية المكلفة، ولكن في واقع الأمر ليس هناك ما هو أفضل منها لعدة أسباب، أولها هو أن التكاليف تكون أقل من أي وقت آخر بسبب قاعدة العرض والطلب، ومن ناحية أخرى الفائدة التي يمكن أن تجنى من ورائها جد كبيرة فهي تجعل الشركة أكثر مرونة وكفاءة في مواجهة التحديات المعاصرة بفضل القدر الكبير من البيانات التي تصبح رهن إشارتها، والتي تمكنها من الولوج إلى كل المعلومات اللازمة لفهم وضعيتها في السوق والتعامل بسهولة أكبر مع التغيرات السريعة التي تصاحب الأزمة.
  • بُعد النظر: من أجل الاقتراب أكثر من النجاة لا بد من الاستعداد قبل الأزمة لكل طارئ وتمهيد الطريق بشكل استباقي للقرارات الإصلاحية من خلال توفير بيئة مناسبة ووضع خطة عمل تراعي كل الأطراف، فالشركات التي قامت بالاستثمار في التكنولوجيا الرقمية وتحليل البيانات وأعدت فرق عمل مؤهلة مسبقا هي الأكثر قدرة على فهم كل التهديدات التي يمكن أن تواجهها ومن ثم الاستجابة لها سريعا.

إمكانية إيجاد حلول مبتكرة – دراسة حالة

لم تفشل تلك الاستراتيجيات في إنقاذ الاقتصاد العالمي في ما مضى ولا شك أنها قادرة على ذلك اليوم، ولكن يكمن التحدي في كيفية تطبيقها بشكل يتناسب مع متطلبات العصر الحديث وضروريات الأزمة الصحية الحالية، وطبعا ليس هناك ما هو أفضل من استغلال أحدث التكنولوجيا لهذا الغرض. منصة خبرتي مثلاً، ظهرت من هذا المنطلق كتتويج لجهود وتجارب Better Business  وشركائها على مدى الخمس عشرة سنة الماضية، لتضع بصمتها في أشد الأوقات صعوبة وتساعد بشكل فعال في مواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة والركود الذي يشهده سوق العمل.

تمثل منصة خبرتي نقطة الوصل بين الباحثين عن الخدمات المهنية والمستقلين ذوي المهارات اللازمة، وهي عبارة عن سوق رقمية تعتمد على أحدث التكنولوجيا لتمد يد العون، بالخصوص في خضم أزمة كوفيد-19 ،  للخبراء والمهنيين ذوي المهارة في كل أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للوصول إلى العملاء الذين يبحثون عن الخبرة والاستشارات المهنية.

وتسعى خبرتي إلى تلبية كل الاحتياجات التجارية للأفراد والشركات على المدى القصير والطويل بكل كفاءة وفعالية وذلك بفضل تقنيات متطورة وسهلة الاستعمال تم التوصل إليها بعد عدة أشهر من العمل الجاد والمكثف وبتظافر جهود فريق متكامل يضم خبراء من الشرق الأوسط وأوروبا  وتحت رعاية شركة Better Business .

مع خبرتي أصبح ولوج العالم المهني أكثر سهولة من أي وقت مضى لمقدمي الخدمات، وهي فرصة لمن فقد عمله أو وجد صعوبة في إيجاده خلال هذه الأزمة ليثبت جدارته ويستقطب العملاء بشكل مستقل دون الحاجة حتى إلى التنقل، وفي المقابل بفضل هذه المنصة سيصبح البحث عن المواهب أكثر سهولة بالنسبة للأفراد والشركات من مختلف الأحجام،  وستمكنهم كذلك من إنهاء المشاريع في وقت قياسي من دون أي عوائق، كما ستغنيهم عن الكثير من النفقات الإضافية المتعلقة بالتوظيف.

وفضلا عن كل ذلك خبرتي ليست مجرد سوق عمل بل هي أقرب ما يكون إلى مجتمع متكامل يوفر الفرصة للشركات الناشئة، المؤسسات التجارية، الخبراء المهنيين، المستشارين والمدربين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومن كل أنحاء العالم ليلتقوا في مكان واحد ويشاركوا خبراتهم ومعارفهم في  مجالات اختصاصهم، وستمكنهم كذلك من الاستفادة من قاعدة معارف ضخمة تضم مختلف البحوث، الأعمال والمقالات ذات العلاقة بريادة الأعمال .

لقد عاش العالم في ما مضى أزمات مالية صعبة، وليس هناك ما هو أفضل من أخذ العبرة منها لإيجاد استراتيجية عملية تمهد للخروج بسلام مرة أخرى من هذه الأزمة الجديدة التي ضيقت الخناق على الشركات والعمال وتسببت بمشاكل اقتصادية واجتماعية صعبة لا يمكن حلها ما لم تتكاثف كل الجهود،  وقد جاءت منصة خبرتي للوجود لتساعد في تطبيق تلك الاستراتيجيات باستغلال أحدث التكنولوجيا لتثمين العامل البشري وتحسين الممارسات في العالم المهني.

1 min read

1 min read

Whats in the post

JOIN KHIBRATY TODAY

BECOME A PART OF THE COMMUNITY

14 comments on “سبل الاستفادة من تجارب الشركات السابقة في تحويل الأزمات المالية إلى فرص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

*